؟؟

الثلاثاء، 18 فبراير 2014

الفيدرالية والكونفدرالية


الفيدرالية تعني الاتحاد الاختياري أي التعايش المشترك بين الشعوب و الأقليات وحتى بين الشعب الواحد في أقاليم متعددة كما الحال في ألمانيا و الاتحاد الاختياري هو أحد ممارسات حق تقرير المصير،المنصوص عليه في العهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان وميثاق الأمم المتحدة .

وعرفت الفدرالية بتعريفات عدة منها ( الدولة الفدرالية، هي دولة واحدة،تتضمن كيانات دستورية متعددة،لكل منها نظامها القانوني الخاص و استقلالها الذاتي،وتخضع في مجموعها للدستور الفدرالي،باعتباره المنشئ لها والمنظم لبنائها القانوني والسياسي،وهي بذلك عبارة عن نظام دستوري و سياسي مركب (

ويكن نحديد شرطين لتشكل الدولة الفدرالية. أولهما هو وجود عدة دول "وثيقة الارتباط ببعضها محليا وتاريخيا وعرقيا أو ما شابه يجعلها قادرة على ان تحمل- في نظر سكانها- هوية وطنية مشتركة. والشرط الثاني هو "الرغبة الوطنية في الوحدة الوطنية والتصميم على المحافظة على استقلال كل دولة في الإتحاد"

الدستور في النظام الفدرالي هو السلطة العليا التي تستقي منها الدولة سلطاتها. ومن الضروري وجود قضاء مستقل لإبطال أي قانون لايتماشى مع الدستور. والشرعية هي التي تعيق الفدرالية. إذ ينبغي أن يكون الدستور "صارما" وغير "فضفاض" (Inexpensive). ويجب أن تكون القوانين الواردة في الدستور المذكور غير قابلة للتغيير إلا من قبل سلطة أعلى أو هيئات تشريعية. وغالبا ما تؤدي صعوبة تغيير الدستور إلى نشوء مشاعر محافظة.
الفدرالية في النظرية الفدرالية توفر نظاما دستوريا قويا تستند عليه التعددية الديمقراطية، وبأنها تقوم بتعزيز الديمقراطية النيابية عبر توفير مواطنة مزدوجة في مجمع جمهوري. وبالإمكان العثور على هذا التصريح الكلاسيكي في الوثيقة الفدرالية (The Federalist Paper) والتي تقول بأن الفدرالية تساهم في تجسيد مبدأ العدالة القضائية وفي الحد من الأعمال التعسفية للدولة. وذلك لأنها، اولا: بإمكانها الحد من قدرة الدولة على انتهاك الحقوق، طالما أنها تضمن بأن البرلمان الراغب في تقييد الحريات فاقد للصلاحيات الدستورية وبأن الحكومة القادرة على ذلك فاقدة للرغبة فيه. وثانيا: أن العمليات القانونية لصنع القرار في الأنظمة الفدرالية تحد من سرعة الحكومة على التصرف. إن مقولة أن الفدرالية تساعد على تأمين الديمقراطية وحقوق الإنسان قد تأثرت بالنظرية المعاصرة حول الاختيار الشعبي. ففي الوحدات السياسية الأصغر بإمكان الأفراد الاشتراك بشكل مباشر في حكومة عمودية وحدوية. وزيادة على ذلك فإن لدى الافراد الساخطين من الظروف السائدة في إحدى دول الإتحاد خيار الانتقال إلى دول أخرى- وهذا طبعا بافتراض أن الدستور يكفل حرية الانتقال بين دول الإتحاد الفدرالي. لا تزال قدرة النظام الفدرالي على حماية الحريات المدنية محل جدل، إذ غالبا ما يكون هناك خلط بين حقوق الفرد وحقوق الدولة. ففي أستراليا على سبيل المثال يعد سبب العديد من الخلافات داخل حكومة البلاد خلال العقود الأخيرة مباشرة إلى تدخل سلطات المركز لحماية حقوق الأقليات، وهو ما إستدعى وضع القيود على صلاحيات الحكومات المحلية. ومن الضروري تفادي الخلط بين القيود التي تفرضها المرجعية القضائية – الصلاحية الدستورية الممنوحة للبرلمان لتجاوز البرلمان- وبين الفدرالية نفسها.
إن لدى بعض الولايات الأمريكية تاريخ غير مشرق في مجال حجب الحريات المدنية عن المجموعات العرقية وعن النساء والمجموعات الأخرى من ناحية، ومن ناحية أخرى وفرت القوانين والدساتير في بعض الولايات الأخرى حماية لمثل تلك المجموعات بتشريعات تفوقت على ما ورد في نصوص الدستور الأمريكي أو لائحة الحقوق الأمريكية التابعة له.

الفرق بين الدولة الفيدرالية والكونفيدرالية

   1 لكل دولة عضو من أعضاء الاتحاد الكونفدرالي ممارسة السياسة الخارجية والتمثيل الدبلوماسي الفعلي.
أما أعضاء الدولة الفيدرالية فلا يحق لهم ذلك ويكون التمثيل الدبلوماسي والسياسة الخارجية من اختصاص السلطة التنفيذية في الدولة الفيدرالية (الحكومة المركزية(


   2 لدول أعضاء الدولة الكونفدرالية حق إعلان الحرب وليس بإمكان أعضاء الدولة الفيدرالية(حكومات الأقاليم) ذلك ، لأن ذلك من صلب صلاحيات الحكومة المركزية(الحكومة الفيدرالية(


  3 الحرب التي تحدث بين أعضاء الدولة الكونفدرالية حرب دولية، أما الحرب التي تحدث بين أعضاء الدولة الفيدرالية فهي حرب داخلية (إقليمية)


 4 كل خرق للقانون الدولي من قبل أحد أعضاء الدولة الكونفدرالية يتحمل نتائجه وحده وليس بقية الأعضاء
والعكس هو الصحيح في الدولة الفيدرالية.
 
5  تشرف على الدولة الكونفدرالية هيئات مشتركة بين الدول الأعضاء ، أما في الدولة الفيدرالية الحكومة المركزية هي التي تدير الدولة وتترأس أعضائها.

   6 يحق لكل دولة عضو في الاتحاد الكونفدرالي الانسحاب متى شاءت لكونها دولة مستقلة،أما أعضاء الدولة الفيدرالية فليس لهم الحق لأنهم يعتبرون أقاليم وجزء لا يتجزأ من الدولة الفيدرالية.

  7 مواطنو الدولة الكونفدرالية يتمتعون بجنسية بلدهم وليست هناك جنسية موحدة للدولة الكونفدرالية،أما مواطنو الدولة الفيدرالية يتمتعون بجنسية الدولة الاتحادية الفيدرالية وهناك جنسية موحدة للدولة الفيدرالية عكس الدولة الكونفدرالية تتعدد الجنسيات بتعدد الدول.
  8في الاتحاد الكونفدرالي يتعدد رؤساء الدول بتعدد الدول، حيث لكل دولة رئيسها،آما الدولة الفدرالية(المركزية) تتميز بوحدة رئيس الدولة وسيادة موحدة ،أي الدولة الكونفدرالية لا تعتبر

 أنواع الفدرالية :
الفدرالية المركزية:
تقوم السلطة الفدرالية هنا بإحكام السيطرة على كافة التقسيمات المناطقية للسلطة، ويتحصن النظام عادة بواسطة دستور لا يستطيع أن يغيره أي طرف من طرفي السلطة (الحكومة المركزية والولايات) دون موافقة الطرف الآخر، وذلك بعكس النظم المركزية حيث تستطيع الحكومة المركزية إيقاف كافة الصلاحيات الممنوحة لأجزاء الدولة.
 وتأتي الصبغة المركزية لهذا النوع بسبب الدور الذي تلعبه المحكمة الفدرالية والتي تقوم بتفسير الدستور من أجل حل الخلافات التي تحصل في السوية العليا للسلطة كالسلطة التشريعية أو القضائية.
الكونفدرالية:
على العكس من النوع الأول فإن الكونفدرالية تكون فيها الحكومة المركزية أضعف، وعادة ما تتميز بسمات نذكر منها:
1.      تمتلك الولايات حقا قانونيا في الانفصال.
2.      يقوم ممثلو الولايات بتحديد السلطات التي يسمح للحكومة المركزية بممارستها.
3.      الحكومة المركزية معرضة دائما لاعتراض يجمد أعمالها من قبل الأعضاء.
4.      قرارات الحكومة تنسحب على الولايات بشكل عام دون أن تكون ملزمة لمواطنيها مباشرة.
5.      الحكومة المركزية ليست مستقلة ماليا وليس لها قاعدة انتخابية.
6.      لا تتخلى الولايات عن سلطاتها المحلية للحكومة المركزية.
وعادة ما تقوم الكونفدراليات وفقا لاتفاقيات تهدف للقيام بمهمات محددة، وغالبا ما تدار من قبل مندوبين ترسلهم الولايات المكونة للكونفدرالية، ويمكن أن نعد من الكونفدراليات: الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة (1776-1787م)، وسويسرا في الفترة (1291-1847م)، والاتحاد الأوربي الحالي.
تطلق عادة صفة (غير المتناسقة) على أي نوع من أنواع الفدرالية تتفاوت فيه السلطات التي تعطى للولايات، فقد يكون لولاية ما صلاحيات خاصة نظرا لخصوصيتها اللغوية أو الثقافية.
الفدرالية المدمجة:
وهي نظام الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية حاليا، حيث يتم اتخاذ القرار بشكل مركزي دون مراجعة الولايات، لأن كل ولاية من الولايات يمثلها سيناتوران (ممثلان) في السلطة التشريعية وهما لا يعينان من قبل حكومة الولاية بل يختارهما مواطنو الولاية مباشرة عن طريق الانتخابات وبالتالي فهما يمثلان قرار الولاية.
الفدرالية المتشابكة:
تختلف عن النوع السابق بأن الولايات تشارك في عملية اتخاذ القرار بشكل أوسع، حيث يقوم ممثلو الولاية بالمشاركة في أجهزة النظام المركزي كالحكومة والمجلس التشريعي على شكل كتلة تتفاعل مع غيرها من كتل الولايات الأخرى ومن هذا المجموع ينشأ الجسم المركزي للدولة(وهنا يدعى هذا النوع بالتعاوني)، أو يشكل ممثلو
الولاية كتلة تراقب عمل الحكومة المركزية وتمارس حق النقض بالأغلبية البرلمانية لأي قرار تتخذه تلك الحكومة (وهنا يدعى هذا النوع بالانقسامي).

طرق تشكل الفدرالية:
يمكن حصر طرق تشكل الأنظمة الفدرالية في طريقين اثنين هما:
1.   انضمام مجموعة من الدول المستقلة إلى بعضها البعض واشتراكها في السيادة على قطاعات محددة من أجل تحقيق مصالح لا يمكن الوصول إليها عبر طريق آخر، كالأمن والازدهار الاقتصادي، وعادة ما تعمل هذه الفدراليات (الانضمامية) على تقوية الحكومة المركزية ومنع الأكثرية من التعدي على أية ولاية. وقد اتبعت هذه الطريقة في إنشاء دول فدرالية متعددة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا وأستراليا.
2.   تطوير نظام دولة من النمط المركزي إلى النمط الفدرالي بسبب احتمال حدوث انفصال قد تقوم به الأقليات، وهذا النوع من الأنظمة الفدرالية يعطي لبعض الولايات الحق في امتلاك صلاحيات سيادية خاصة بها كما هو الحال في مجال اللغة والهوية الثقافية في (النمط غير المتناسق من الفدراليات) مع العلم بأن كلا من الحكومة المركزية والأكثرية سيحتفظ بمجال واسع من السلطة، وعلى هذا تأسست الهند وبلجيكا وكندا وأسبانيا.


أخيرا يجب التذكير بأن الفدرالية ليست البديل الوحيد عن أنظمة الحكم المركزية، فعلى سبيل المثال عندما تكون هناك جماعة تشترك في ما بينها بخصائص دينية أو عرقية دون أن تتواجد بشكل مركز في منطقة معينة فعندها يمكن تدبر أمر هذه المجموعة المبعثرة جغرافيا -كما اقترح بعض المختصين- بأن يسمح لهم ببعض الاستقلال الثقافي والشخصي دون إعطائهم حكما ذاتيا في المناطق التي يعيشون فيها، بالإضافة إلى تمثيلهم في أجهزة الحكومة المركزية التي تحتاج إلى الإجماع دون الأغلبية في اتخاذ قراراتها.

الدول الفيدرالية في العالم :
الأرجنتين هي دولة فيدرالية تتكون من 23 محافظة ومدينة واحدة تتمتع بالحكم الذاتي.

 استراليا دولة فيدرالية هي الاخرى تتشكل من 6 ولايات و3 مقاطعات، وهي بذلك تشابه النمسا التي تتكون من 9 ولايات متحدة،

وبلجيكا التي تتكون من ثلاثة اقاليم وثلاث مناطق خاصة بالاقليات العرقية التي تتحدث لغات غير اللغة البلجيكية. وتختلف الحالة بالنسبة لدولة

البوسنة والهرسك المتكونة من فيدرالية البوسنة والهرسك
 وجمهورية صيربيسكا ومقاطعة براشكو،

 بينما تتكون البرازيل التي تتبع النظام ذاته في بناء دولتها من 26 ولاية متحدة ومقاطعة فيدرالية واحدة.

وتتكون كندا من 10 محافظات وثلاث مقاطعات،

فيما تتكون اثيوبيا في القارة الافريقية من 9 اقاليم وثلاث مدن مستقلة،  كما تتكون ألمانيا من 16 ولاية اتحدت لتكوين دولة واحدة.

والهند هي الاخرى تتبع النظام ذاته حيث تضم 28 ولاية و7 مقاطعات متحدة، 

بينما يتكون العراق من 18 محافظة واقليم واحد فقط وهو بذلك

يختلف عن ماليزيا التي تضم 13 ولاية وثلاث مقاطعات فيدرالية.

 وتضم المكسيك 31 ولاية ومقاطعة واحدة،

 فيما تتشكل جمهورية ميكرونيزيا من مقاطعات جوك وكوسريا وبهونبي وياب. 

وتتألف نيجيريا من 36 ولاية ومقاطعة واحدة هي العاصمة الفيدرالية للبلاد.

وباكستان ذات النظام الاتحادي فتتكون من 4 محافظات ومقاطعتين وهي تختلف بذلك عن

 دولة بالاو التي تشكلت من 16 ولاية اتحادية،

 وعن دولة غويانا الجديدة بمحافظاتها البالغ عددها 18 محافظة وبأقليمها الوحيد ومقاطعتها الوحيدة ايضا والتي تضم العاصمة الفيدرالية للبلاد.

 وتضم جمهورية روسيا 46 مقاطعة من المقاطعات التي تسمى اوبلاستس و21 جمهورية و9 مقاطعات من نوع كرياس و4 اقاليم اوكروجيس ذات حكم ذاتي ومدينتين فيدراليتين وابولاستس واحد ذي حكم ذاتي.
 وتحوي جمهورية جنوب افريقيا تسع محافظات متحدة،

 فيما تحوي سويسرا على 26 كانتونة متحدة،

فيما تشكلت الامارات العربية المتحدة من اتحاد 7 امارات،

 والولايات المتحدة الاميركية من اتحاد 50 ولاية ومقاطعة فيدرالية واحدة، 

وفنزويلا من 23 ولاية ومقاطعة فيدرالية واحدة تضم العاصمة واقليما   واحدا مستقلا.وهنالك البعض من البلدان التي منحت فيها الحكومة المركزية بعضا من سلطاتها الى الحكومة الفرعية ذات الحكم الذاتي مما كون ما يسمى بالنظام شبه الفيدرالي.

وهذه الدول هي اسبانيا التي تضم 17 مجتمعا مستقلاً ذا حكم ذاتي ومدينتين ذات حكم ذاتي ايضا،

والمملكة المتحدة التي تضم انكلترا وسكوتلاندا وويلز وايرلندا الشمالية. وتوجد دول قامت فيها الحكومة المركزية بمنح بعض سلطاتها الى حكومات الاقاليم مثل 

جمهورية الصين الشعبية التي تحوي 22 محافظة و5 اقاليم ذات حكم ذاتي و4 بلديات وأقليمين ذات الادارة الخاصة،

وايطاليا المتكونة من 20 اقليما ضمنت 5 منها وضع الحكم الذاتي،

 والفليبين المكونة من 17 اقليما متحدا واقليم واحد ذي حكم ذاتي.

 وهنالك نمط من الفيدرالية يسمى نظام الفيدرسي حيث تعمل بعض الولايات عمل الولايات الداخلة في فيدرالية فيما يعمل بعضها الاخر عمل تلك الداخلة في دولة متحدة ومن امثال الدول التي تتبع هذا النظام 

دولة الدنمارك التي تضم اقليمين ذوي حكم ذاتي وخمسة اقاليم متحدة

وفنلندا التي تحوي محافظة واحدة ذات حكم ذاتي و19 اقليما متحدا

 وفرنسا التي تضم محافظة ذات حكم ذاتي و26 اقليما و4 اقاليم اتحادية   ومقاطعة واحدة

ومملكة هولندا التي تتكون من اقليمين بحكم ذاتي و12 محافظة متحدة، 

والبرتغال التي فيها اقليمان مستقلان ذاتياً هما اقليم ازوريس واقليم مادريا فضلاً عن 18 مقاطعة متحدة،

وتنزانيا التي تتكون من 21 إقليماً في البر التنزاني وإقليم زنجبار في البحر وهو ذو حكم ذاتي،

واوكرانيا المكونة من 24 إقليما من نوع اوبلاستيس ومدينتين ذات وضع خاص مرتبطة بجمهورية كريميا ذات الحكم الذاتي


التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

شكراً لكم

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More